السبت، 23 مارس 2013

مقررات المستوى التمهيدي:


باسم الله تعالى 



المقرر الثالث : سلامة القلب غاية


والصلاة على محمد وآله والصحب

سلامة القلب غاية

 إستفتاح :

 بعد أن ركزنا في المقرر الأول على تعريف وجيز للتربية الروحية بأركانها الثمانية:
وأركان الإسلام وأركان الإيمان وركني الإحسان:ثم أشرنا لركن المحبة والتأكيد على الذكر السني قبل أي ورد من الأوراد الروحية:
نتعمق اليوم في أهم عمل باطني للإنسان :
 وهو سلامة القلب وطهارة الفؤاد ..
واللذين لن يتما إلا بمحبة خالصة منا لله سبحانه وتعالى :
فكلما صفت محبتنا لله تعالى ورسوله والمومنين كلما إزدادت قلوبنا صفاء.. وكلما تكدرت إزددنا كدرا وتشتتا وانحرافا..
ولهذا ركزنا في مقررنا التأهيلي الخامس هذا على: 
سلامة قلوبنا بالله لا بنا:

سلامة القلب أولا:

لسلامة القلب عظيم الأثر في سعادة المرء في الدنيا والآخرة؛ فلا يكاد العبد ينتفع بشيء في دنياه وأخراه أعظم من انتفاعه بسلامة قلبه:
 سلامته من الشرك والنفاق والرياء والكبر والعجب وسائر الأمراض التي تعتريه، ولا أعني: أمراض البدن التي منها أمراض القلوب، وإنما أعني: تلكم الأمراض التي تعتري القلب مما يتعلق بدينه؛ فهي أعظم الأمراض فتكًا على الإطلاق وأشدها تدميرًا وأسوأها أثرًا؛ بل وليست هناك مقارنة على الإطلاق بين مرضٍ بدني يعتري القلب ويحتاج إلى بعض الأدوية والمُسكِّنات، وبين مرض يجرح دينه ويُذهب تقواه.
فالأخير يجلب على العبد نكدًا وهمًا وغمًّا وعذابًا في الدنيا والآخرة، أما الأول فقد يُثاب عليه العبد المؤمن إذا صبر واحتسب، كسائر الأمراض التي يُثاب عليها المؤمن إذا صبر واحتسب، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاه)) رواه البخاري ومسلم .
ولكن من قصور نظر الخلق وقلة أفهامهم وضيق مداركهم؛ لا يُولون الأهم والأخطر ـ وهو المرض المتعلق بالدين ـ أدنى أهمية، وفي المقابل إذا شعر أحدهم بأي مرض عضوي يعتري قلبه من قلة نبضات أو سرعتها، أو أي نوع من تلكم الأمراض؛ فإنه يبادر وبسرعة بالذهاب إلى الأطباء، ويسأل عن أعلم أهل الطب ، ويبحث عن أكثرهم مهارة وأحذقهم تطبيبًا، ولم يدَّخِر وسعًا في الذهاب إليه، ولو كلَّفه ذلك الغالي والنفيس من دنياه. 

وخفي على هؤلاء أن هذه الحياة الدنيا إنما هي سنوات قليلات وأيام معدودات، وبعد ذلك فهناك الدار الآخرة التي هي : الحيوان لو كانوا يعلمون، تلكم الدار التي يحتاج القرار فيها إلى سلامة القلب من الشرك والنفاق والعجب والرياء، وسائر الأمراض التي نحن بصدد الحديث عنها؛ لخطورتها وسوء أثرها.
قال خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم:{وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَىاللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم} [سورة الشعراء، الآيات: 87 ـ 89].
قلبٌ سليمٌ من الشك والشرك والشقاق والنفاق، سليم من الغل للذين آمنوا... سليم من الرياء، سليم من الأحقاد...سليم لم يُصب بالقسوة ولم يختم عليه بالأختام ... سليم لم يتلوث بآثار الجرائم والذنوب والمعاصي ... ولم يتدنس بالبدع والخرافات والأوهام وظن السوء.
سليم يحمل كل هذه المعاني. 

هذا هو القلب الذي ينفع صاحبه يوم القيامة، كما انتفع الخليل إبراهيم عليه السلام:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم: 37].إبراهيم الذي ابتلاه الله بكلمات فأتمهن فجعله الله للناس إمامًا:{إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الصافات: 84].
بصلاح هذا القلب يصلح سائر الجسد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ القلب)) رواه البخاري ومسلم.
هذا القلب المنيب الذي يورث صاحبه الجنان وتقرَّب له وتُدنى، قال الله تبارك وتعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُون لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيب *ٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [سورة ق، الآيات: 31- 35].
هذا القلب المليء بالخير سبب في الفتح في الدنيا، وسبب في الخير في الدنيا أيضًا، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلِ لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخذ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}[الأنفال: 70]. فانظر إلى الآية الكريمة، كفارٌ أُسروا ووقعوا في الأسر في أيدي المسلمين فمنهم من يقول: إني كنت مسلمًا وكان في قلبي خير؛ فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلِ لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخذ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}[الأنفال: 70].
فالله يؤتي الخير بناءً على الخير الذي في القلوب ، وهو سبحانه يغفر الذنوب؛ للخير الذي في القلوب: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ}
وها هم أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كيف نزلت عليهم السكينة، وبما نزلت بعد توفيق الله سبحانه لهم؟!! قال الله سبحانه: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].
فانظر إلى قوله تعالى: {فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا} [سورة الفتح، الآيات: 18، 19].
فلما علم الله ما في قلوب أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم؛ أنزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحًا قريبًا، ومغانم كثيرة يأخذونها... كل هذا لما علمه الله من الخير الذي في القلوب.
وانظر كذلك إلى فائدة تعلق القلب بالمساجد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ ... وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ)) رواه البخاري ومسلم.
فالخيرات والبركات، والنصر والفتوحات كل ذلك يتنزل من عند الله سبحانه على قدرما في القلوب من خير.
وكذلك رفع الدرجات، وعلو المنازل ووراثة الجنان كل ذلك من عظيم أسبابه: ما في القلوب من خير.
والله سبحانه وتعالى ينظر إلى القلوب والأعمال، ويُجازي عليها ويثيب ويعاقب،ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: ((إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)).

وفي رواية لمسلم من حديث أبي هريرة أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحَاسَدُوا وَلا تَنَاجَشُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا))"وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ" رواه مسلم.
فما أسعد أصحاب القلوب السليمة! هنيئًا لهم هؤلاء الذين وحَّدوا ولم يشركوا به شيئًا، ولم يراءوا ولم ينافقوا... هنيئًا لهم هؤلاء القوم الذين باتوا وليس في قلوبهم غلٌّ للذين آمنوا... هنيئًا لهم هؤلاء الذين أحبوا للمؤمنين ما أحبوه لأنفسهم ... هنيئًا لهم هؤلاء الذين حافظوا على قلوبهم ولم يلوثوها بذنوب ترسب عليهاالسواد والنكت والران والختم ... هنيئًا لهم هؤلاء الذين اطمأنت قلوبهم بذكر الله.
طوبى لهؤلاء وحسن مآب ... يكاد أحدهم يطير في الهواء من سعادته وخفة قلبه، وهو يحب للمؤمنين الخير وقلبه نظيف من الذنوب والمعاصي، وقلبه سعيدٌ لحلول الخير على العباد... هنيئًا لهم هؤلاء الرحماء أرقاء القلوب لذوي القربى والمسلمين.

تطبيقات :
وكذلك العقوبات والمؤاخذات كمٌّ كبيرٌ منها ينبني على ما في القلوب:
قال الله تعالى: {ولَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَت قُلُوبُكُمْ} [البقرة: 225].
وها هم أصحاب الجَنَّةِ، أصحاب البستان الذين ابتلاهم الله عَزَّ وَجَلَّ عوقبوا عقوبة عاجلة في الدنيا؛ لما أضمرته قلوبهم من شر وبخل كما حكى الله سبحانه فقال: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَالْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحينَ * وَلا يَسْتَثْنُون *َفَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبّكَ وَهُمْ نَائِمُون *َ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيم} [سورة القلم، الآيات: 17ـ 20].
وها هي طائفة من أصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنهم وعفا عنهم ـ لما خرج بعضهم يريد الدنيا يوم أُحد كانت إرادته سببًا في هزيمة إخوانه، عفا الله عن الجميع، قال الله سبحانه: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ في الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّنْ بَعْدِ مَا أَرَاَكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُمْ مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدَ عَفَا عَنكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[سورة آل عمران: 152].
فيا سبحان الله! كيف كانت إرادة الدنيا عند فريقٍ سببًا في هزيمته وهزيمة من معه؟!
وها هو رجل ـ الغالب عليه النفاق ـ لم ير المؤمنون منه نفاق، لكن الله يعلمه ويعلم ما في قلبه، ذلك الرجل كان يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان جريئًا، كان شُجاعًا، كان مغوارًا ، كان لا يدع للمشركين شاذة ولا فاذة إلا تبعها، يقتل من المشركين الجم الغفير، ويجرح فيهم ويطعن!
ولكن الله يعلمه ويعلم ما في قلبه؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ((أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)).
فكاد المسلمون أن يرتابوا؟ كيف هو من أهل النار، وهو أشجعنا؟! سبحان الله هو من أهل النار؟! ولِم هو من أهل النار؟ الله يعلم ذلك، هو سبحانه الحكيم الخبير هو العليم بما في الصدور، هو العليم بما في قلب هذا الرجل. ها هي قصته، وها هو شأنه:
أخرج البخاري ومسلم من حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالَ مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلانٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)) فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: ((وَمَا ذَاكَ؟)) قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)).
فعياذًا بالله، ما أشقى هؤلاء أصحاب القلوب الخبيثة! ما أشقى هؤلاء الذين حملوا بين جثمانهم قلوب الشياطين !ما أتعس هؤلاء الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا! ما أتعس هؤلاء الذين نافقوا وخدعوا المؤمنين والمؤمنات!
ما أشد عذاب هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم بحب شيوع الفاحشة في الذين آمنوا؛فادُّخر لهم العذاب الأليم في الآخرة فضلاً عما عُجِّل لهم منه في الدنيا!
فإلى هؤلاء الذين اشتعلت قلوبهم بنار الغِلِّ وامتلأت بنار الحسد والكبرياء،هلموا يا هؤلاء إلى إخماد هذه النيران وإطفائها، من قبل أن تستعر في أجوافكم فتُمزق القلوب وتحرق الأجساد.
إلى هؤلاء الذين منعهم الحقد على العباد من النوم، وجعلهم يتقلبون على الفُرُشِ طيلةَ ليلهم، هلموا إلى ما يجلب لكم النوم ويحقق لكم الراحة.
إلى مَنْ حسدوا الناس على ما آتاهم الله من فضله، وأرادوا أن يتحكموا في أرزاق الله، وفي أقدار الله، وفي تدبير الله ففشلوا في ذلك ولم يستطيعوا منع رزق الله عن أحدٍ، ولا جلب ضرٍّ لأحد، فباتوا وقلوبهم مضطربة، وقلوبهم قلقلة، وقلوبهم ملوثة،وقلوبهم مدنسة ألا فأقبلوا يا هؤلاء على ما يُسكِّن القلوب ويُهدئ الفؤاد.
إلى مَنْ أشركوا بالله ما لم يُنزل به سلطانًا فأُلقي في قلوبهم الرُّعب.
إلى مَنْ نافقوا وخادعوا وأقبلوا على الرياء والسُّمعة، وعملوا للناس ولميعلموا لله؛ فحبطت أعمالهم وذهب ثوابها.

ألا فليعلم جميع هؤلاء: أن الله يعلم ما في قلوبهم فليحذروه.
ألا فليعلم هؤلاء: أن الله عليم بذات الصدور فليصلحوها.
ألا فليعلم هؤلاء: أن هناك نار تطلع على الأفئدة، كما قال تعالى: {ومَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ} [سورة الهمزة، الآيات: 5 ـ 7].
إنها نار يطلع لهيبها إلى الفؤاد فيحرقه ... إنها نار ترى النيات الخبيثة، والعقائد الخبيثة، والأمراض الخبيثة في القلوب فتحرق تلك القلوب؛ عياذًا بالله.
فنداء، واستصراخ قبل أن تُحرق هذه القلوب.
فجديرٌ بالعبد أن يتجه إلى إصلاح قلبه، وتنظيفه وحشوه بالخير، وملئه بالإيمان وغرس التقوى فيه.
جدير بالعبد أن يكثر من ذكر الله، وأن يسأل ربَّه سبحانه وتعالى لقلبه الشفاء والثبات على الإيمان حتى الممات ... حريٌّ بالعبد أن يبحث عن سبب مرض قلبه، وأن يسأل عن علاجه.
ها هي جملة أمراض تعتري القلوب، وها هو علاجها، والشفاء في كل حال من عند الله سبحانه وتعالى، لا شفاء إلا شفاؤه.
فإلى أمراض القلوب، ها هو المرض، وهذا علاجه، هذا هو الداء، وهذا دواؤه.
دواءٌ لا يكاد يخطئ، بل لا يخطئ أبدًا ما دام دواءً من عند الله، ما دام دواءً من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم... فعليك بالدواء ولا تفرط فيه ولا تُقَصِّرْ في تناوله ولا تتغافل عنه.
هذا الداء، وهذا الدواء... هذا المرض، وفي هذا الشفاء..

عن الويب بتصرف

لماذا كتاب رياض الصالحين؟:

باسم الله الرحمان الرحيم :
ككل التيارات السنية ندعوا للقرآن والسنة علما وعملا ،لكننا لا ندعي بأن فهمنا سلفي كما ينادي بعض فقهائنا رحمهم الله ففرق بين الدعوة لعمل السلف وبين إدعاء فهم السلف الذي يستحيل لعدة أسباب :
أولها :أن كل فقهائنا الأجلاء من السلف ،وككل علمائنا العاملين من أئمة ومحدثين وأولياء رضي الله عنهم أجمعين لم يكونوا على منهج واحد ولا على فهم واحد رغم أنهم جميعا سلف لنا صالح..
ثانيا : لشخصية كل صحابي مميزاتها الذاتية رضي الله عنهم أجمعين..
لذا يبقى قول بعض السلفيين بأنهم على منهاج وفهم الصحابة  كذب علمي وإدعاء لا غير .. إذ لا نشك في أن معظم السلفيين على عمل الصحابة الكرام رضي الله عليهم أجمعين لكنهم ليسوا على فهمهم كما يدعي البعض.. لأنهم ورثوا لنا عموما العمل بالسنة حديثا وقرآنا بل وما كانوا يعبأون أصلا بتوريث فكرهم وفهمهم..
 كما أن فهمهم عليهم رضوان الله لم يكن واحدا بل كان وحدويا: بمعنى قابلا للإختلاف ونابذا لكل ألوان الخلاف : بالرغم من وقوعهم في خلافات وحروب سياسية طاحنة كانت سمومها فوق طاقاتهم رحمهم الله:
 وهذا لا ينقص طبعا من قدرهم : فأحيانا يقوى الإختلاف للخلاف تماما كما حال أمتنا اليوم التي صارت طرائق قددا..
فلا ننكر بأن فقه الإخوة السلفيين لا زال صادقا في الدعوة للعقيدة والعبادات والمعاملات الصحابية كغيرهم من المذاهب المهتمة بالعمل بالحديث الشريف كباب أعظم للسنة الشريفة:
فدعوتهم التعبدية حقا عملية وعلى قدم السلف رضوان الله عليهم لكن فهمهم ليس بسلفي مهما حاولوا تبرير ذلك.. ولأن الفهم السلفي في تجديد خلفي مستمر.. بل ويكاد كل إختصاصهم الدعوة للعمل بالحديث والحفاظ على كل العقائد وكل العبادات والمعاملات الإسلامية دون إبتداع كما كل أهل السنة .. وهذا فعلا  يعلي من قدرهم الجليل عند كل منصف،ما لم يدعوا بأن منهاج أهل الحديث هو المنهج الوحيد أيضا في الفكر وفي الفهم لحد رفض بعضهم لأي تجديد: 
إذ التجديد لا يكون في فقه العقيدة والعبادات والمعاملات ولا في العمل التعبدي بل في ما استجد من فتاوى وعلوم وإشكاليات ومفاهيم واجتهادات فكرية:
وإن كانت الفتاوى الفقهية عموما من إختصاصهم: فالفكر يِؤمه غيرهم:
بل وفهم الصحابة يقترب أكثر ممن إختصاصه الفكر الإسلامي لا النقل بالنقل: 
ولكل من يدعي : أن منهاجه هو الكتاب والسنة بفهم السلف، ويدعو للحديث كأساس والقرآن  كأفق: وبكل تركيز على علوم العقيدة والعبادات والمعاملات كما جل فقهائنا السلفيين رضوان الله عليهم نقول:
 بأن هذا المنهاج في مدرستنا هو أحسن منهاج لفقه الحلال والحرام ولكل الفتاوى الفقهية التي ليست مركبة فكريا والتي لا تحتاج لخبراء في إختصاصات أخرى..
 لكن هذا الفقه السلفي - وغيره من كل العلوم والإختصاصات الإسلامية - ليس هو كل الكتاب ولا كل السنة اللذين لهما اليوم مئات من العلوم ..
فسنة الرسول صلوات ربنا عليه متفرقة اليوم بين:
 فقه المحدثين والفقهاء
 وفكر المفكرين والخبراء  
وإشارات العارفين والأولياء :
رضي الله عنهم أجمعين:
ومنهج أهل الحديث الذي يدعيه اليوم بعض علماء الفتوى والكلام في السنة هو الأساس المتين لفقه الشريعة لكنه ليس كل أفقها : فأفق السنة الشريفة علميا :هو القرآن الكريم كله لا علم الحديث وحده..
فجزاكم الله يا فقهاء السلفية :
 أدعوا لله تعالى سنيا بكل علوم الإسلام دون إدعاء بأن فقهكم هو كل فهم السلف ولا كل أفق إسلامنا الحنيف لمحو كل خلافكم مع من لا يفقه إختصاصكم:
 فالفهم يتجدد بنص الحديث، لكن بعضكم يغلق باب الإجتهاد مرة أخرى باسم التقليد والنقل الذي وإن حبذ في العمل فمنبوذ في  الفهم الذي يجب أن ينبني على قناعات من النقل وعلى نقل بالعقل مركب لا على حفظ بسيط كما بعضنا وللأسف..فبسبب هذا قاد ولا يزال يقود أعداؤنا العقل العالمي أنى شاؤوا.. وبعضكم يهين كل أهل الفكر بل ويحتقر كل من ليس إختصاصه فقه الحديث ولا نهجه بمنهاجه.
فالإسلام دين كل العلوم الحقة ودين كل المناهج العلمية ما كملت:
بل وهناك اليوم مناهج علمية عديدة بمحاربة بعضكم لها يحاربون بل ويكذبون بالعديد من علومنا الإسلامية تماما كما قال الله تعالى : (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه).
فرجاء تواضعوا لله تعالى واستمروا في دعواتكم المباركة للعمل السلفي لا الفهم السلفي الذي ليس هو فهمهكم : وافتحوا لتلامذتكم النوافذ على كل العلوم الحقة قبل علومنا الإسلامية رجاء.. فالقرآن الكريم اليوم صار يشرح بكل العلوم ..
ولنبحث في القرآن الكريم كله وفي كل فقه الحديث بكل المناهج العلمية النافعة:
وإلا جعلتمونا نصرخ مرة أخرى صرخة إبن سينا : (لقد أبتلينا بقوم لا يعلمون بأن الله تعالى قد هدى غيرهم)..
فبعضكم (وبكل صراحة): يقتل بأحادية المنهاج كل العقل المسلم..
فأنتجوا مسلما شاردا على روح الأصالة قبل المعاصرة.ومهمشا دون شعور لنفسه وواقعه وحضارته الإسلامية السامقة ول ديننا كبديل حضاري شامل..
 فالغرق في فقهكم والإنغلاق على منهاجكم لهما العديد من المزايا لكن من مثالبهما اليوم:
 الماضوية والرجعية لحد تكفير كل من سواكم..
بل ولحد فتاوى التناحر والقتال بيننا كمسلمين تعصبا للمذهب ودعما لسياسات بعض دويلاتنا. وتقزيم كل المذهبية الإسلامية في حدود الشريعة ..
بل ولحد كفر بعضكم بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة قبل العديد من الحكم والعلوم.
فمنهجكم منهج بداية عمل لا كل العلم إخوتنا في الله تعالى:
وأنتم المفتاح والباب الأول للسواد الأكبر من المسلمين إن لم تغرقوا وتغرقونا كمسلمين في كل الماضويات فهما ولا نقول عملا :
 فللسنة الشريفة وللقرآن الكريم بحور من العلوم والحكم مدخلها مواعظكم وخطاباتكم واجتهاداتكم إن علمتم تلامذتكم بأن الإسلام دين :للنقل بالعقل: لا دين تقليد ودين قناعات علمية وحكم بالغة:
فتواضعوا لله وعلمونا كل القرآن وكل السنة بفقهكم كمدخل متين وباب عملي  أول لا غير:  ( أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)
ولا أعني بهذا السلفية العلمية التي يعلم روادها حدود إختصاصات منهاجهم والحمد لله تعالى.
وكباب أولي للفقه ندعوا للعمل بكتاب رياض الصالحين لسلاسته وتأكيده على التدرج في العمل وإيجازه لجل الأبجديات الإسلامية :  بل ونعده مختصرا أوليا شاملا لكل الفقهيات العامة ،وموجز إيماني عملي تسطع فيه ومنه أشعة كل السنة بصفاء بديع وبتدرج من ألفه حكيم رضي الله عنه:
الدخول للكتاب
والله أعلم

الذكر السني أولا :

باسم الله الرحمان  الرحيم:
يركز العديد من شيوخ التربية قدس الله أسرارهم وبعدهم نوابهم على أوراد تربوية وذوقية خاصة بهم منذ البدايات : وهذا له إرتباط وثيق بغاياتهم من تربياتهم هاته : فمنهم من غايته توريث ولايته كما قال الجيلاني أمام آلاف من مريديه : أريد واحدا.. وتربيتنا هذه لآحاد الناس.. 
فلكل شيخ أسراره التربوية التي لا يورثها إلا لخاصته ..
لكن ما دامت مدرسة الأنوار العرفانية للتدافع الإسلامي مدرسة وحدوية : فإنا نوحد أذكارنا بداية: في الأذكار السنية قبل كل أوراد أو أدعية خاصة:
فندعوا أولا لما صح شرعا من أذكار وأدعية في تربيتنا القلبية والروحية هاته: متبرئين من كل ما شاب بعض الزوايا من شعوذات وعقائد شركية وضلالات:
ولا نحبذ لإخوتنا المومنين أذكارا ولا أورادا خاصة قبل التربية بالأذكار السنية الشريفة : والتي لا تكون فقط في خلوة المومن مع الله تعالى : بل نرى تنوع أذكار الرسول صلوات الله عليه بين:
أذكار مرتبطة بالأوقات والأزمنة
وأذكار مرتبطة بالصلوات
وأذكار مرتبطة بالأمكنة
ثم أوراد لجل حركات وسكنات المسلمين.
فالرسول صلوات الله عليه كان يذكر الله على كل حال: في خلوته كما في جولته:
وبهذا وجب أن يذكر المومن الله تعالى  ويدعوه في جلواته وخلواته معا:
وكمدخل للتربية بالأذكار والأدعية السنية الشريفة: أهديكم أولا هاته الأذكار اليسيرة كأساس:

+ عند النوم : تضع يمينك تحت رأسك مضطجعا على جنبك الأيمن  وتقول : باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات
ثم تجتهد في كل أذكار وأدعية النوم النبوية ما استطعت.حتى تنام

+عند الإستيقاظ : الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره,,

+عند الدخول للخلاء : تدخل برجلك اليسرى مستعيذا: أعوذ بالله  من الخبث والخبائث.
+ وتخرج برجلك اليمنى داعيا: غفرانك

+ عند الوضوء: اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي.

+ عند الأذان: تردد كل مقالات المؤذن إلا عند الحيلهلات فتقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

+بعد الأذان : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
اللهم  رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد
ثم تدعو لنفسك ولكل المومنين وتصلي الصلاة الإبراهيمية.

+ في طريقك للمسجد: اللهم إجعل في سمعي نورا وفي بصري نورا وفي قلبي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا وأعظم لي نورا..يا نور.: وأنت تتجه للمسجد بهدوء ودون تسرع.

+ عند الدخول للمسجد :تدخل برجلك اليمنى وتدعو: باسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك 

+ وعند الخروج تخرج بالرجل اليسرى وتقول:باسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.

+ ثم تجتهد في الدعاء بين الأذان والإقامة فالدعاء بينهما مستجاب.

+ بعد تكبيرة الإحرام : سبحانك اللهم وبحمدك تبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك.

+ عند الركوع : سبحان ربي العظيم وبحمده ..أو سبوح قدوس رب الملائكة والروح .. أو سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت :من ثلاث لعشرة مرات

+ عند الرفع من الركوع :سمع الله لمن حمده اللهم ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملأ ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما من شيء أردته بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

+ عند السجود : سبحان ربي الأعلى وبحمده أو سبوح قدوس رب الملائكة والروح أو سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت  :من ثلاث لعشر مرات.

+ في جلستك بين السجدتين : اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني واسترني وعافني واعف عني.

+ قبل سلامك من التشهد الأخير : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنه المسيح الدجال ومن المأثم والمغرم ومن الهم والغم والحزن ومن البخل والعجز والكسل ومن غلبة الدين وقهر الرجال ومن أرذل العمر...اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.

+ بعد السلام : الله أكبر . أستغفر الله ثلاثا :
 اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلابالله  لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير: اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
تقرأ : آية الكرسي والإخلاص ثم المعوذتين.
ثم : سبحان الله 33    الحمد لله 33     الله أكبر 33مرة
ثم تختم المائة ب : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ثلاثا
اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك ثلاثا
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا الله هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا .
ثم تجتهد في الدعاء بما شئت فالدعاء مستجاب بعد الفرائض.
وتختم ب: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين:

وتقوم مسبقا رجلك اليمنى خاتما ب : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

+ وعند دخولك للمنزل : تدخل برجلك اليمنى داعيا : اللهم إنا نسألك خير المولج وخير المخرج باسم الله ولجنا وباسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا

+ وعند الخروج برجلك اليمنى تدعو: باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم

+ ثم عند الركوب : الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون.

وبعدها تملأ أوقاتك ما استطعت بالذكر :
وأحسن ما قال النبيون كما قال الرسول صلوات الله عليه : الباقيات الصالحات :
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم
ثم الإستغفار : فكل أحد سيندم غدا يوم القيامة حين يقرأ كتابه إلا من وجده مملوءا بالإستغفار كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام.

وأكثر ما استطعت من الصلاة على النبي صلوات ربنا الكاملة المكمولة عليه مع أزكى سلام.

ثم تدعوا الله بما استطعت من أسمائه الحسنى فهي مدح له ودعاء لك.
وابدأ مثلا بحديث الرسول صلوات الله عليه : ألظوا ب : يا ذا الجلال والإكرام.
وقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال عن رسول الله صلوات ربنا عليه:
 من قال في اليوم مائة مرة :
لا إله إلا الله الملك الحق المبين .
كانت له:
وجاء من الفقر ومن وحشة القبر واسترزق به واستطرقت به أبواب الجنة.

ولا تتكاسل عن حفظ سيد الإستغفار :
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
وكذلك هذا الدعاء الذي كان يحفظه الصحابة رضوان الله عليهم كالقرآن:
اللهم إني عبدك إبن عبدك إبن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي.
فإذا ما حفظت هذه الأذكار والأدعية واستأنست للمزيد : 
فادع بما تشاء وبتلقائية بقلبك وخصوصا حين الخشوع :

وللمزيد من أذكار السنة إليك :
كتاب الذكر 
كتاب الدعوات
كتاب الصلاة على النبي صلوات الله عليه
وهذه الكتب من كتاب رياض الصالحين كمدخل  لكل الأذكار والأدعية السنية الأخرى بحول الله تعالى وبركاته:
واللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه. آمين.
واللهم وجهك الكريم يا كريم.

الأربعاء، 13 مارس 2013

محبة الله تعالى :

باسم الله الرحمان الرحيم:

:محبة الله تعالى : 

إن محبة الله عز وجل هي قوت القلوب.. وغذاء الأرواح.. وقرة العيون .. وسرور النفوس .. وروح الحياة.. ونور العقول...
 ومن حرمها فهو من جملة الأموات ..ومن فقدها فهو في بحار الظلمات .
إعلم رحمك الله تعالى أن حب الله تعالى شرط من شروط الإيمان قال الله تعالى: (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ))

 فقوله تعالى: (( والذين آمنوا أشد حبا لله )) يدل على أن حب الله ينبغي أن لا يساويه حب.. وأن حب الله لابد أن يستحوذ على القلب كله له وحده سبحانه وتعالى: فيكون حبه كنواة وما عداه يدور في فلكها كالمجموعة الشمسية .
قال تعالى: (( قل إن كانَ آباؤكُم وأبناؤكم وإخوانكُم وأزواجكُم وعشيرتُكُم وأَموالٌ اقترفتموها وتِجَارةٌ تَخشونَ كسادها ومساكنُ تَرضَونَهَا أَحَبَّ إليكُم من اللهِ ورسولهِ وجَهَادٍ في سَبيلهِ فَتَربَّصُوا حتى يَأتِيَ اللهُ بأمرهِ واللهُ لا يهدي القومَ الفَاسِقِينَ ))

دلت الآية: على أن حب الله وحب رسوله والجهاد في سبيله فرض وأنه لا ينبغي أن يكون شيء سواه أحب إلى أهل الإيمان منه.. وبمثل ذلك جاءت السنة :
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يوقد له نار فيقذف فيها )) رواه البخاري .
 قال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله تعالى ومن أحب القرآن فقد أحب الله .

أولا: الأسباب التي تستجلب بها محبة الله تعالى:

1- معرفة أسماء الله وصفاته الذاتية والفعلية .
2- معرفة نعمه تعالى على عباده .
3- كثرة ذكره سبحانه وتعالى مع حضور القلب .
4- تلاوة القرآن بالتدبر والتفكر .

قال سهل بن عبد الله: علامة حب الله حب القرآن .
5- الإخلاص لله تعالى في الأقوال والأفعال .
6- تذكر ما ورد في القرآن والسنة من رؤية أهل الجنة لله تعالى في الجنة وزيارتهم له تعالى واجتماعهم يوم المزيد والكلام معه تعالى بدون ترجمان ولا حجاب .
7- حب ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله تعالى .
8- موالاة أولياء الله عز وجل ومعاداة أعدائه . 


ثانيا:  الأسباب التي يستجلب بها العبد محبة الله له منها:

1- انكسار القلب وخضوعه لله تعالى في كل الأوقات .
2- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأخلاقه ظاهراً وباطناً قال تعالى:

 (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ))
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم :فإنه غير صادق في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله .
3- الإكثار من النوافل فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما يزال عبدي يتقرب إلى بنوافل حتى أحبه )) رواه البخاري .
4- الخلوة به تعالى وقت نزوله سبحانه وتعالى في الثلث الآخر
من الليل كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )) رواه البخاري ومسلم .‌
5- مجالسة الصالحين الصادقين .
6- الزهد في الدنيا فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أزهد في الدنيا يحبك الله )) رواه ابن ماجه والطبراني وصححه الألباني .


ثالثا: علامات محبة العبد لله تعالى : 

1- المداومة على ذكر الله بالقلب قبل اللسان .
2- الشوق إلى لقاء الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن لم يحب لقاء الله لم يحب الله لقاءه )) رواه النسائي والترمذي وصححه الألباني .
3- الإكثار من تلاوة القرآن على جهة التلذذ والاستمتاع .
4- الرضا بقضاء الله في السراء والضراء
5- المتابعة المطلقة للرسول صلى الله عليه وسلم .
6- الخوف منه تعالى والبكاء على الخطيئة .
7- الرجاء في رحمته في حال الضعف .
8- الزهد في الدنيا . 


رابعا: محبة الله اسم لمعان كثيرة منها : 

أحدها : الاعتقاد أنه سبحانه وتعالى محمود من كل وجه لا شيء من صفاته إلا وهو مدحه له .
الثاني : الاعتقاد أنه محسن إلى عباده منعم متفضل عليهم .
الثالث : اعتقاد أن الإحسان الواقع منه عز وجل أكبر وأجل من أن يقابله قول العبد وعمله .
الرابع : أن تكون آماله منعقدة به عز وجل ولا يرى في حال من الأحوال أنه غني عنه تعالى .
الخامس : أن يحرص على أداء فرائضه والتقرب إليه من نوافل الخير مما يطيقه .
تأمل في ثمرة محبة الله لعبده: في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال: ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه قال: فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فابغضوه قال: فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض )) 

خامسا: الحب العرفاني:

هذا عند أهل الفقه : الذين شرحوا الأعمال الصالحة الموجبة لمحبة الله للمومن الحق وحب المومنين لله تعالى..
أما أهل العرفان فقد إختصوا في أذواق المحبة حتى قال بعضهم بأن الحب الإلهي لا يشرح: بل يذاق.... وفي سلوكهم رسموا لنا العديد من أحوال ومقامات الحب الإلهي رغم غلو بعضهم في هذا لحد محاولة إثبات أحوال التأله والفناء كمقامات رغم أنها فقط شطحات عند كل الأولياء الذين يومنون بأنه: لا حقيقة دون شريعة: ليحفظوا فقه الإحسان هذا من كل العقائد الدخيلة على صفاء : لا إله إلا الله...
وحتى نلمس معا مواجيدهم وأذواقهم إليكم هذه القصيدة لأحد العارفين الذي يفقه جيدا بأن حال الفناء في الله حال سكر وشطحات يتخطاها كل مومن حق كما يتضح من خلال أشعاره هاته:
***
الله قُل وذر الوجود وما حــــــوى
إن كنت مرتاداً بلوغ كمـــــــــــال
فالكل دون الله إن حققتـــــــــــــه
عدمٌ على التفصيل والإجمـــــــال
واعلم بأنك والعوالم كلـــــــــــها
لولاه في محوٍ وفي اضمـــــــحلال
من لا وجود لـــــذاته من ذاتــــه
فوجوده لولاه عيْنُ محـــــــــــال
فالعارفون فنوا ولمّا يشــــــهدوا
شيئاً سوى المتكبر المتعــــــــال
ورأوْا سواه على الحقيقة هالكــاً
في الحال والماضي والاستقبــال
فالمح بعقلك أو بطرفك هل تـرى
شـيئاً سوى فعل من الافعـــــــال
وانـظر إلى علو الوجود وســفله
نظراً تؤيده بالإســـــــــــــــتدلال
تجد الجميع يشيرُ نحو جــــلاله
بلــسان حال أو لسان مقــــــــــال
هــو ممسك الأشياء من عُلوٍ الى
سُـفلٍ ومُبـدعها بغير مثــــــــال
*****
 تضيق بنا الدنيــــــــــا إذا غبتم عنا
وتذهب باأاشـــــــــواق أرواحنا منا
فبعدكم مــــــوتٌ وقربكم حيـــــــــا
فإن غبتمو عنا ولو نفســــــاً مُتنا
نمــــــــــــوت ببعدكم ونحيا بقربكم
وإن جاءنا عنكم بشير اللقـــا عِشنا
ونحيا بذكركم إذا لم نـــــــــــــــراكم
ألا إن تذكــــــــــــار الأحبة ينعشنا
فلولا معانيكم تـــــــــــــراها قلوبنا
إذا نحن أيقاظ وفي النوم إن غبنـــا
لمُتنا أسى من بعــــــــــــدكم وصبابةً
ولكن في المعنى معانيــــــــــكم معنا
يُحركنا ذكر الأحــــــــــــــاديث عنكم
ولولا هواكم في الحشـــا ما تحركنا
فقل للذي ينــــــــهى عن الوجد أهله
إذا لم تذق معنى شـراب الهوى دعنا
إذا اهتزت الأرواح شوقاً إلى اللقــــا
تراقصت الأشبـــــاح يا جاهل المعنى
أما تنظر الطير المقفـــــــص يا فتى
إذا ذكر الأوطــــــــان حنّ الى المغنى
يُفرّج بالتـــــــــــــــــــغريد ما بفؤاده
فتضطرب الأعضاء في الحس والمعنى
ويرقص في الأقفاص شوقاً الى اللقا
فتهتز أربـــــــــــــــاب العقول إذا غنى
كذلك أرواح المحــــــــــــــبين يا فتى
تُهززُها الأشــــــــــواق للعالم الأسنى
أنلزمها بالصـــــــــــــبر وهي مشوقةٌ
وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنى
إذا لـم تذق ما ذاقت الناس في الهوى
فبالله يا خـــــــــــالي الحشا لا تُعنفنا
وسلّمْ لنا فيما ادّعيْنا لأننــــــــــــــــا
إذا غلبــــــــــــت أشواقنا رُبما صحنا
وتهتز عند الاســـــــــــــــتماع قلوبنا
إذا لم نجد كتم المواجـــــــــيد صرّحْنَا
وفي السر أســـــــــــــرار دقاقٌ لطيفة
تُراقُ دمانا جهرةً إن بها بُحنـــــــــــا
فيا حادي العشــــــــاق قُمْ واحْدُ قائماً
وزمزم لنا باسم الحبيــــــــب وروّحْنا
وصُنْ سرنا في سكرنا عن حســــودنا
وإن أنكرت عينــــــــاك شيئاً فسامحنا
فإنا إذا طبــــــنا وطـــابت نفوسنـــــــا
وخامرنا خمر الغــــــــــــــرام تهتكنــا
فلا تلم الســـــــكران في حـــــال سكره
فقد رُفع التكليف في سكرنا عنــــــــا
وإليك أخي بعض إبتهالات المحبة :

مدخل للتربية الروحية:


   باسم الله الرحمان الرحيم :
إستفتاح:
مع طغيان الماديات ، وكثرة ملاهي الدنيا وتكاثراتها ، أصبحت عقول معظم المسلمين وقلوبهم بل وكل أرواحهم مشتتة :حتى وهم في المساجد.. 
ورويدا رويدا ننغمس في دنيانا الفانية هاته بكل إعراض عن نذيره سبحانه وتعالى (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر)..
ومع كثرة الكلام عن الدين.. وكثرة المواعظ ..وكثرة الكتب والقنوات والمواقع والمجموعات الدينية ومناهجها: إفترقنا فريقين :
- فريق يستمتع بالحديث عن  الدين دون أن يفكر في تفعيل علمه..
- وفريق مل من كثرة الدروس الدينية بكل خطاباتها ليغلق كليا باب العلوم الإسلامية ويرفع شعار: كفانا الفرائض ،والدين يسير ولا يعسره سوى السنيون.
ولهذا صار أيسر منهاج للترقي إسلاميا هو التعلم للعمل لا للتلذذ بالمواعظ والمعلومات .. وإلا سيغرق المسلمون أكثر فأكثر في قوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
ولهذا كان ملتقانا للتربية الروحية :
 للنداء بالعمل الإسلامي كله:.. وبكل إيجاز ..
 مع الحرص على رفع مستوى المسلم تدريجيا :حتى لا يغرق في التبسيط لحد الرجعية.. ولا في المعلومات الدينية دون تفعيلها .
ولهذا نحرص على: إيجاز كل مقامات الإسلام الثلاث: إسلام وإيمان وإحسان.. وبالمناداة عمليا لكل علومنا الإسلامية:
 ولكن : بالتربية الروحية كمدخل أساسي نحو كل علوم الإسلام.إذ:لن يغير الله تعالى ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا كما قال سبحانه:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
فمن تربية الروح البداية... إذ لنفوسنا من النقائص ما لله تعالى من الكمالات..
أولا :تعريف التربية الروحية:

للتربية الروحية السنية : مئات التعاريف التي نحصربداياتها في :

التربية بهدف التوجه الكلي لله عز وجل :قلبا وقالبا : جسدا وعقلا وقلبا وروحا :
 وبكل محبة ولوجهه الكريم سبحانه: لا لغاية أخرى مهما عظمت..
وهي في جملة : إسلام يذاق قلبا وفكرا وروحا.
وكما عرفها العارفون : إنها فقه الإحسان : (أن تعبد الله كأنك تراه ..فإن لم تكن تراه فإنه يراك) : كما قال الرسول صلوات الله عليه.
ثانيا : كيف أتربى روحيا ؟

لن ننال كمال هاته التربية إلا بالعمل بأمره تعالى : (
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)...
فكل السبل مغلقة إلا وراء رسول الله صلوات الله عليه .
فتأمله وتخيله صلوات الله عليه وهو في خلوته... إذ كان لا يخالط الصحابة الكرام رضي الله عنهم إلا لضرورة دعوية أو حياتية:
 فتأمله وهو جالس وحده صلوات الله عليه يذكرويناجي الله اللطيف الودود حبيبه الأعلى بكل لطف وحب ومودة في خلواته : 
تخيله وهومنفرد معه تعالى بكل سكون وطمأنينة ومحبة..
 وتأمله وهو شاعر بهاته الحضرة الربانية بكل خشوع ..
إنها الأحوال التي نريد أن نذوقها كما ذاقها صلوات الله عليه:
لذة العبادة وحلاوة الإيمان وبرد اليقين .. وخشوع تام في كل العبادات.. وسكون وطمأنينة في كل الحركات والسكنات.
إنها غايايات كبرى ولكنها يسيرة بالله تعالى إن صدقت النيات في توجهنا لوجهه الكريم سبحانه.. وتمت لنا الأركان..
 فما أركان هاته التربية ؟
ثالثا :أركان التربية الروحية:

للتربية الروحية كل أركان الإسلام الخمس ،وأركان الإيمان الست:
(الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره). وركني مقام الإحسان:
الشهود: (أن تعبد الله كأنك تراه) والمراقبة : (فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
ثم أركانها الثمانية في إجتهادنا لعلنا نذوق من قبسات الله تعالى وأحوال رسوله صلوات الله عليه وورادت الملهمين: فنكون حقا من محبيه بحق وعن حق:
فما أركان التربية الروحية التي تلي هاته الأركان الثلاثة عشر؟:

1
: ركن:تجديد النية:
يقول الرسول صلوات الله عليه:( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى)..
فكم من عمل كثير تفسده النية؟ وكم من عمل قليل تزكيه النية؟
فأمر الإخلاص في النيات خطير .. خصوصا وأن هم الشيطان الأكبر : إفسادها..
ولهذا وجب تجديد نياتنا عند وقبل وبعد كل عمل لعلنا نخلص كل أقوالنا وأفعالنا وكل تحركاتنا وسكناتنا وكل حولنا وكل قوتنا له سبحانه وتعالى ولوجهه الكريم أو على الأقل بغية الآخرة لا لدنايا دنيوية. 
وهذا ليس ركنا في التربية الروحية فحسب بل هو الركن الركين لكل إسلامنا.. وقبل أركان كل الإسلام : وإلا فالنفاق  .

2:
الإخلاص :
وهو أن يكون تدينك صافيا من كل نواقض الأعمال ..وصادقا مع الله تعالى، ولوجهه الكريم  فلا يكون لك من كل عباداتك حظ نفسي دنيء.. 
فالإخلاص سر موهوب من الله تعالى لا يعرفه إلا هو سبحانه وتعالى ، ولا يمكن لأي منا الجزم بأنه من عباد الله المخلصين إلا المبشرين.

3:
عدم الرياء:
وهو نقيض الإخلاص .. فيتدين المرائي بغية السمعة والجاه وبنية ناقصة،وغير خالصة لله تعالى .. فيكون هدفه من تدينه مصالح دنياه ونفسه لا غير...

4
: الخشوع :  
حتى تخشع في كل صلواتك وأذكارك وإبتهالاتك وكل مناجاتك لا بد من :
- تدبر معاني تلاواتك وأذكارك وكل أدعيتك: إذ يصلي لسانك وعقلك يتأمل في كل الكلمات: لعل قلبك يذوق معاني كل ما تصلي أو تدعوا به أو تذكره... فتناجي بلسانك وقلبك وعقلك معا.
- الإطمئنان والسكون في كل حركات صلواتك : فلا تنقر الصلاة نقرا وتتلو وتسبح وتذكر وتدعو دون فهم لما تقول: فتتسرع في كل حركات الصلاة،
 فقم لله حتى تطمئن قائما ثم اركع حتى تطمئن راكعا واسجد حتى تطمئن ساجدا واجلس بين الركعتين حتى تطمئن، وهذا في كل حركات الصلاة، إذ السكينة من صفات الإيمان العليا..
- التبكير للصلوت الخمس حتى لا تدخل في الصلاة وعقلك منشغل وفكرك مشتت.
- المحافظة الدائمة على الوضوء: بل ولا يكون الوضوء لصلواتك فقط.

5
: كثرة الذكر :
 فلم يدع الله تعالى بالكثرة من عبادة كما دعى سبحانه وتعالى للذكر :( واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)... بل وأثنى على الذاكرين بكثرة في قوله تعالى: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) :
وأول وأعظم ذكر : قراءة وترتيل وتجويد وتدبر القرآن الكريم ثم الصلوات بكل نوافلها فالباقيات الصالحات :
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبرولا حول ولا قوة إلا بالله
ثم كثرة الإستغفار. وكثرة الصلاة على النبي صلوات الله عليه.
وبعدها كل المناجات والإبتهالات والأدعية.
وقبلها الذكر والدعاء بأسماء الله الحسنى كلها : كما أمرنا بذلك الله تعالى بقوله سبحانه: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)

6
: التدبر في القرآن الكريم :
إذ يقول الله تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟)
فرب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه .... 
وكما أن هناك آيات كبرى لترتيل وتجويد القرآن الكريم، هناك آيات للتفكر فيه وتدبره لحد الحديث عن علوم إعجازاته البلاغية والبيانية والعلمية ...و.... بل ولحد إعجازاته الرقمية.
وللتدبر الأولي ننصح بكتاب : كلمات القرآن لحسنين مخلوف: قبل أي تفسير آخر.

7:
التفكر :
بمعنى التفكر وبنية العمل :في القرآن الكريم والسنة الشريفة وفي الكون والنفس والغيروالمجتمعات.وفي كل ما حق من المعارف والعلوم  لعلنا نرقى للحكمة في العلم والعمل ، فنحافظ على صفاء عقيدة التوحيد وكل ما يلزمها من عبادات ومعاملات جليلة ...

8:
عبادة الله محبة فيه :
وهذا لا يشرح بل يذاق إنطلاقا من قوله تعالى للرسول صلوات الله عليه:( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم):
إذ لا محبة لله حقة دون شريعة ... وبمحبة. 
رابعا : من القلب البداية : 

يقول الرسول صلوات ربنا عليه :

(إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)...
فإحفظ وادع بهذا الدعاء أولا لعلك تتذوق كل عباداتك: 
اللهم ارزقني حلاوة الإيمان ولذة العبادة وبرد اليقين. 
والله أعلى أعلم.

*****************
واللهم لك الحمد بكل محامدك
وصل اللهم على محمد بكل صلواتك عليه وعلى آله والصحب
واللهم وجهك الكريم يا كريم
***************

                                                                   باسم الله الولي الوكيل :

خمسة شروط أولية لتربيتنا الروحية  :
أولا :المحافظة جهد المستطاع على الصلوات كلها في أوقاتها.
فالصلاة عمود الدين، وهي البطاقة الشخصية لكل مسلم وكل مسلمة .
ثانيا:المعاملة الحسنة ، والتخلق بكل اللطف وبكل اللين مع أي كان ف(إنما الدين المعاملة) 
ثالثا:الإكثار جهدك من الذكر بكل ألوانه، وبشتى أنواعه: فالرسول صلوات الله عليه لم يأمرنا بالكثرة إلا من ثلاث :
- من شكر الله عز وجل : (لئن شكرتم لأزيدنكم).
- من الزيادة من العلم: (وقل رب زدني علما).
- من الذكر( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات). (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون).
بل ومن صفات المنافقين أنهم:
(لا يذكرون الله إلا قليلا  مدبدبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء).
رابعا: الحفاظ على أذكار ما بعد الصلوات وقراءة آية الكرسي دبر كل صلاة.
(فمن قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت).
خامسا :الإكثار من الإستغفار
والدعاء بسيد الإستغفار صباح مساء .
فملتقانا كله مبني على الإستغفار الصادق :
(من دعى بسيد الإستغفار صباحا فمات دخل الجنة ومن دعى به مساء فمات دخل الجنة)..
بل وكل من سيأخذ كتابه غدا يوم القيامة سيندم إلا من سيجده مملوءا بالإستغفار .
فالإستغفار كنزنا الأعظم.